مجموعة انسان

إنسان أنا ،،، يتجمع بداخلي مجموعة بشر ،،،

أحمد الشكيلي



" قــيّـد ألفاضك وراقب أفكارك واحسب للكلمة حساباً فإن الزلة ذلة وخطل الكلم يوجب الندم "
قرأتها في كتاب : قصائد قتلت أصحابها لعائض القرني

الاثنين، 7 يونيو 2010

وانكشفت الغمة

أعزائي ... طاب صباحكم وحسن مساءكم وجعل الله كل أوقاتكم هناء وسرور وسعادة وحبور .
إن قدر الله سبحانه وتعالى نافد ومشيئته لا اعتراض عليها ، فكل هذا في لوح محفوظ تعجز عقولنا وإن اتحدت أن تسبر أغواره ، في مقال سابق يهذه المدونة تطرقت إلى الأنواء المناخية الاستثنائية التي كانت تترقبها السلطنة وتعد لها العدة المناسبة ليس لمواجهتها وإنما للتكيف معها والتعامل مع أحداثها بالشكل الذي يجعل البلاد والعباد في مأمن من المخاطر التي قد تصيها وتعترض مجريات الحياة اليومية على هذه الأرض الطيبة .

قــدّر الله وما شاء فعل ... بدأ الاعصار " فيت " في أخذ طريقه ومساراته التي تنبأ بها المختصون بأمور الطقس وعلومه ، مع تغيير في مساره وقوته بين فترة وأخرى ، وقد أثبت أبناء عُمان في كل الميادين كفاءتهم ومقدرتهم على التعامل مع المعطيات التي جاء بها هذا الاعصار بدأ من المشتغلين بأحوال الطقس في المديرية العامة للأرصاد والملاحة الجوية والذين كان لهم الدور الأكبر في هذا الأمر والذين سهروا الليالي لأجل أن يهنى المواطن والمقيم في هذه الأرض بالنوم قرير العين ، مروراً باللجنة الوطنية للدفاع المدني والتي ما فتئت تطلع المواطن والمقيم بل العالم كله عن كل ما هو جديد بشأن هذا الاعصار مطلقة التحذيرات اللازمة مستخدمة وسائل الاتصال الحديثة وباللغتين العربية والانجليزية تستقي معلوماتها الجوية من منبعها المختص بالأحوال الجوية وذلك بهدف نشر مظلة الأمن في هذا الظرف الاستثنائي ، واتخذت اللجنة استعداداتها على شكل مغاير وحرفي مما كان الوضع عليه في العام 2007 حيث كانت التجربة الأولى درساً واسعاًاستفادت منه كل الجهات المعنية وبدأ هذا واضحاً في ما اتخذ من إجراءات .
كما أثبتت قوات السلطان المسلحة بكافة تشكيلاتها ورجالها الأشاوس أنهم أهل لكل صعب بجدارتهم استطاعوا أن يضعوا أنفسهم في الميدان ، وأن يضحوا بأنفسهم في سبيل الانقاذ وحماية مقدرات هذا البلاد .
كذلك هو الحال لأفراد شرطة عمان السلطانية والدفاع المدني على وجه الخصوص ، حيث حبى الله سبحانه وتعالى أحد أفراد الدفاع المدني بالشهادة فطوبى للشهيد طوبى لروحه الطاهرة التي فاضت في سبيل أن يعيش غيره ، واجب وطني أداه بإخلاصٍ وتفانٍ فكانت له مكافأة ربانية عظيمة نسأل الله سبحانه وتعالى أن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان .
كل الجهات أدت ما عليها وما زالت في ميادين العمل تؤدي الواجب وتقوم بما يجب القيام به تذلل الصعاب وتمهد المستحيلات للتغلب عليها ، اتحدت الوسائل وتشابكت الأيدي، وسال العرق من الرجال لغاية واحدة هـي [ عُـمـان ] وكم يحلو لي كثيراً عند ذكر وطني أن أقول [ عُـمـان الماجدة ] .
آآه يا عُمان .. لقد بكينا لأجلك وسالت دموعنا لأنك غالية تجرين بدواخلنا مجرى الدم فأنتي هواءنا وماءنا .
               "وطني لو شُغِلتُ بالخُلدِ عنّه * * * نازعتني إليه في الخُلدِ نَفسي"

انكشفت الغمة وزالت معطيات الخطر وحان دور الاعمار لكل ما قدر الله عليه أن يتأثر بهذه الأنواء المناخية الاستثنائية وما من شك فإن الجهات المختصة ماضية لإصلاح ما يمكن إصلاحة باذلة جهدها على ارجاع كافة الخدمات الأساسية في وقتٍ قياسي كي يبقى المواطن والمقيم على وتيرة العيش التي كان يتمتع بها قبل ذلك ، وبإذن الله وبتكاتف جهود المخلصين من أبناء هذا الوطن الطيب ستعود الأمور إلى ما كانت عليه .
ولكن ما نأمله كمواطنون ومقيمون على هذه البقعة من الجهات المختصة أن تراعي التخطيط الجيد فيما يتعلق بالشوارع ومسارات الخدمات الاخرى بحيث تكون بعيدة قدر المستطاع عن مجاري الأودية والشعاب وعن الأماكن المنخفضة التي قد تتضرر جراء الأمطار والأودية ، كما على الجهات المختصة بالتخطيط العمراني اعادة النظر قدر المستطاع في أماكن بعض المخططات السكنية التي وزعت بالقرب من مجاري الأودية . 
حقيقة أمر كان يشغلني منذ وقتٍ طويل وكم تنقاشتُ فيه مع العديد من الزملاء وليسمح لي الجميع في عرضه هنا وهو التصرف مع [ المتهورين ] وعذراً على الكلمة ، حيث أني أقصد أولئك البشر اللذين يرموا بأنفسهم إلى التهلكة ، يقتحمون مسارات الأودية في شدة جريانها وأوج قوتها ، غير مبالين بذلك ولا أدري ما الدافع لذلك وكم كنت أتمنى أن تسن القوانين لردع مثل هؤلاءبحيث يتم مساءلتهم قانونياً بعد انقاذهم ، فالتحذيرات تعلن من يوم الأربعاء الماضي وقد وصلت بكل الوسائل [ الإذاعة ، التلفزيون ، الصحافة ، الرسائل النصية ، مواقع الانترنت ] فلم يكن هنالك بيتٌ في عُمان إلا وعرف من فيه باختلاف جنسياتهم بأمر الاعصار القادم ، ولكن فوق ذلك نجد فئة من غير المبالين ، يتصرفون تصرفات لا تنم عن وعي وإدراك بأهمية الأمر ، مما يعرضون نفسهم للخطر وبالتالي يعرضون حياة الآخرين معهم ممن يتكبدون مشقة وعناء انقاذهم سواء كانوا من الجهات المختصة أو من المواطنين الذين كما عهدناهم يهبون لنصرة المحتاج ... وقد أفرحني ما رأيته من توجه لشرطة عمان السلطانية نحو مسآلة كل من يشتت هذه الجهود في أمور كـهذه ، وقد حق لهم ذلك .

همسة أخيرة ....
 فأمان الله يا روحٍ لــبَّـــت أمر بــاريــهـــا 
 شهيد عمان والــواجب خميسٍ زان به حظه 
     

هناك تعليقان (2):