مجموعة انسان

إنسان أنا ،،، يتجمع بداخلي مجموعة بشر ،،،

أحمد الشكيلي



" قــيّـد ألفاضك وراقب أفكارك واحسب للكلمة حساباً فإن الزلة ذلة وخطل الكلم يوجب الندم "
قرأتها في كتاب : قصائد قتلت أصحابها لعائض القرني

الاثنين، 16 نوفمبر 2009

سيفم 3

* الموروثات التقليدية :.

تعتبر سيفم كغيرها من قرى ولايات السلطنة المختلفة تحتضن العديد من الموروثات التقليدية ضمن فنونها الشعبية الجميلة ، فمن أشهر الفنون الشعبية الرزحة ويؤدى هذا الفن في معظم مناطق السلطنة وهو عبارة عن صفين متقابلين ، يتوسطهما مجموعة من قارعي الطبول والمتبارزين بالسيوف ، يعتمد هذا الفن على الشعر حيث يكون على شكل سجال شعري بين الصفين ، ولا يزال هذا الفن يمارس إلى يومنا هذا لا سيما في المناسبات الوطنية والمناسبات الإجتماعية المختلفة كحفلات الزواج وغيرها .
كذلك فإن أهالي قرية سيفم يمارسون فن العازي إلى جانب الفنون الأخرى وهو فن غني عن التعريف تشتهر به معظم مناطق السلطنة ويشتهر أكثر في المنطقة الداخلية ومن أشهر مؤدي فن العازي بـــسيفم : سليم بن سليمان الشكيلي رحمه الله ، حيث كان المذكور من أكثر الناس اهتماما بهذا الفن وحرصا عليه في البلد وقد توفي في العقد الأخير .
وهنالك فن المبارزة بالسيف ، حيث يعتمد هذا الفن على المهارة والخبرة لواسعة ، وحسن التصرف والبديهة في استخدام السيف ، حيث يكون المتبارزين بالسيف وكأنهما في نزال حربي ، يستعرضون مهاراتهم وفنون السيف المختلفة ، ويبدأ الواحد في ملاقة الثاني حتى يفرق بينهم شخص آخر ، ويسود المبارزة جو جميل من الشغف والانتباه والحذر أيضا .
ومن الفنون النسائية فن الويلية والتي تؤديه النساء إما على شكل صفين متقابلين أو على شكل دائري ، وهو فن جميل له أبياته الشعرية الخاصة به والتي تطرب السامع وتقال بأسلوب جميل وشيِّـق ، كذلك تمارس النساء فن " الـــتعويب " حسبما يطلق عليه ، وهو عبارة عن أبيات شعرية جميلة تؤدى بأسلوب جميل وصوت شجي يجذب انتباه السامع ، ويؤدى لأغراض مختلفة كالندب " في حالة وفاة شخص عزيز على المرأة كوالدها أو أمها أو أخيها أو أحد أبنائها " وتعدد المرأة هنا مناقب هذا الشخص بأسلوب رائع ومحزن لدرجة البكاء ، وبأسلوب آخر يكون مفرحا في الأفراح وغيرها ، وكذلك عند وضع الطفل الصغير في سريره وكما يطلق عليه محليا " الـــمـــنز " وتظل تردد عليه هذا الفن حتى ينام .
ومن الفنون النسائية التي بدأت تنقرض أو تتناقص شيئا فشيئا " فن المرجحانة " وهو الأغاني التي ترددها الفتيات عندما يقمن بممارسة لعبة المرجحانة ، وكانت المرجحانة تتخذ شكلا تقليديا ، حيث تقوم الفتيات بربط حبل على نخلتين متقابلتين بشكلٍ يجعله يتدلى نحو الأسفل ، وتقوم إحدى الفتيات بالجلوس على هذا الحبل بعد أن يتم تجهيزه وذلك بوضع مكان مخصص للجلوس ، بينما يقمن الأخريات بدفعها نحو الأمام في أسلوب جميل وهن يرددن أبيات شعرية جميلة وعبارات تراثية .
ومن الفنون التي كان يمارسها الأهالي سابقا واندثرت نتيجة تطورالعصر" فن الدوس ، فنون الحصاد والتصييف " كما يسميها الأهالي ، وهي عبارة عن فنون يقوم الأهالي بترديدها أثناء قيامهم بجمع المحصول واستخراج البذور منه، وهذه الفنون تمارس غالبا أثناء القيام بأعمال الزراعة ، بينما توجد هناك فنون تراثية أخرى يمارسها كل صانع حرفة أثناء قيامه بأداء عمله ، كما يمارس الأهالي قديما وهم في تنقلهم وترحالهم العديد من الفنون وذلك لتسليتهم في الطريق ، ودفع الملل عنهم .
ومن الفنون الجميلة أيضا التي تمارس في سيفم إن جاز لنا أن نطلق عليه فنا أو ندرجه ضمن قائمة الفنون أو الموروثات التقليدية هو فن " الرفعة " والذي يردده طلاب مدارس تعليم القرآن الكريم بعد انتهاء اليوم الدراسي ، حيث يقوم أحد الطلبة بترديده وهو غالبا ما تكون أبيات شعرية ، مثال على ذلك :.

ذكر الله .. لا إله إلا الله
محمدا رسول الله
صلى الله عليه وسلم
قارين كتاب الله
معلمنا رحمه الله
في ايدينا قلم فضة
نكتب به آيات الله
والمسلم هداه الله
وابليس لعنه الله
لا حوله ولا قوة
الا بالله العلي العظيم
آمـــــــين
قدرة رب العالمين
يا رحمــن يا منان
افتح لنا باب القرآن
يا عظيم جل جلالك
واحنا عبادك لا تنسانا
مولانا ... مولانا
قد سامع دعانا
في أمة محمد
سكنا الجنانا
في دار الشفيعِ
سكان البقيع
قدراه الرفيع
ثم الصلاة على النبي
ثم الصلاة على الرسول
يرحمك الله باه المعلم

***


ذلك كان نموذجا من بعض ما يردده دارسي القرآن الكريم بعد الانتهاء من يومهم الدراسي ، وإضافة إلى ذلك توجد التأمينة " وهو مايؤديه طلاب مدارس القرآن الكريم بقيادة معلمهم بعد أن يختم أحد الدارسين المصحف الشريف ، حيث يقومون بجولة في طرق القرية المختلفة حيث يقرأ المعلم عليهم بعض الأدعية وهم يرددون كلمة " آمــــين " حتى يصلوا إلى بيت الطالب الذي أنعم عليه الله سبحانه وتعالى بختم المصحف الشريف .


يتبع >>>

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق