مجموعة انسان

إنسان أنا ،،، يتجمع بداخلي مجموعة بشر ،،،

أحمد الشكيلي



" قــيّـد ألفاضك وراقب أفكارك واحسب للكلمة حساباً فإن الزلة ذلة وخطل الكلم يوجب الندم "
قرأتها في كتاب : قصائد قتلت أصحابها لعائض القرني

الثلاثاء، 24 نوفمبر 2009

العـــيـد




بات العيد قريباً .. قاب قوس أو أدنى من ذلك ،، يومان تفصلنا عنه ، وبعدها تلوح لنا أضواءه في الأفق ، فكل عام عام وأنتم بكل خير ٍ أحبتي ...

عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ

هكذا قالها المتنبي وهو يقطع الفيافي سائلاً العيد عما يأتي به ، ورغم اختلاف المعنى المقصود من قصيدة المتنبي التي هي في الأساس جاءت هجاء لكافور الأخشيدي ، إلا أن النظرة التفاؤلية واضحة في ما تضمنه عجز البيت في جزءه الأخير " فيك تجديد " فظهر التفاؤل الإيجابي في القصيدة .

المتنبي شاعرٌ حاضر في كل الأوقات يطربني كثيراً واستلذُ بشعره فقد أضاف للعصر العباسي روعة بروعة أدبه ورونقاً بجمال لفظه وحسن تعبيره ، حيث ما يلحظه القاري بأنه أجمع في شعره كل ما يمثل حياته المضطربة ، فتجد فيه ما يبين طموحه وعلمه ، وعقله وشجاعته ، وسخطه ورضاه ، وحرصه على المال ، كما تتجلى القوة في معانيه ، وأخيلته ، وألفاظه ، وعباراته وبذلك يكون المتنبي من عظماء شعراء عصره ، وهذا على أقل تقدير من وجهة نظري الشخصية .

يبدو أنني قد خرجتُ عن الموضوع " العيد" ولكن ما أخرجني عنه هو المتنبي بشعره وأدبه ، ما أردتُ أن أطرحه هنا هو فرحة العيد ، فالمتتبع لأيام العيد وأفراحه المصاحبة له يرى جلياً بأنه قد بدأت تفقد بريقها تدريجياً حيث كانت فرحة العيد تسبقه بأيام أو أسابيع فتجد الصغير قبل الكبير يجهز ويحضر ويعد العدة ويتباهى بما اشترى ويعدد ما سيشتري لعيده ، وتجده بذلك في قمة السعادة وغاية السرور .

وقد عشنا ذلك جميعاً ولو رجعنا بذكرياتنا للوراء قليلا فسندرك تلك الايام التي مرت من حياتنا ،سندرك حلاوتها التي نفتقدها الآن بين أطفال اليوم وبين الكبار أيضاً .فياترى بماذ سيأتي هذا العيد .
عيدنا المنصرم قضيناه بين فوبيا H1N1 ولا تصافح ولا تعانق فلم يجد طعم العيد مذاقا بين الناس ولم تجد تلك الحلاوة من يتذوقها فبأصبح الجميع في ذاك اليوم منزوين في بيوتهم أو خلف جدران الأسوار ، فالوقاية خير من العلاج .
لقد اغتال H1N1 فرحة الكثير من الناس وخصوصاً الأطفال الذين كانوا يعولون على العيد أن يجدوا فيه متنفسهم فما اعتادوا على هكذا عيد ولكن هل ستكون الأعياد القادمة استمراراً لمسلسل عيدنا السابق .

عيدٌ سعيد ووقاكم الله شر البلاء والوباء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق